[٢٩/٤, ٦:٢٧ م] حسن عبدالكريم صالح: *
هدم قبور البقيع*
*
اکبر جريمة في تاريخ الوهابية*
الجريمة النکراء وتناقضها مع القيم:
عملية هدم المراقد المطهرة في “البقيع الغرقد” تتناقض مع کل القيم؛ فهي تحمل طابع التناقض مع ذاتها أولاً، ومع القيم الدينية ثانياً، ومع الحالة الحضارية ثالثاً، ومع واقع الأمّة الإسلامية وتاريخها رابعاً.
التناقض الذاتي في جريمة هدم المراقد في البقيع: إذا کان هدم القبور واجباً شرعياً، فلماذا هدمت بعضها دون بعضها الآخر؟
التناقض مع القيم الدينية: ان هذه البيوت التي هدموها هي من البيوت التي أمر الله تعالى أن ترفع ويذکر فيها اسمه؛ قال السيوطي ـ وهو من کبار علماء أهل السنة ـ في کتابه (الدر المنثور):
عندما نزل قوله تعالى: “في بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذکر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدوّ والآصال رجال لا تلهيهم تجارة أو بيع عن ذکر الله و….” قام رجل وقال: يا رسول الله ما هي هذه البيوت؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: إنها بيوت الأنبياء. فقام ابو بکر وأشار إلى بيت عليّ وفاطمة سلام الله عليهما وقال: هل هذه منها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعم، من أفاضلها.
وإننا نسأل القوم: هل يکون رفع هذه البيوت ـ التي أمر الله عزوجل برفعها ـ بهدمها وتحويلها إلى يباب؟ وهل يعتبر هدم قبور هذه الصفوة تعبيراً عن المودّة التي أمر الله تعالى المسلمين لأصحابها حيث قال: “قل لا أسألکم عليه أجراً إلا المودّة في القربى”؟! أم هو التعظيم الذي أشارت إليه الآية الکريمة في قوله تعالى: “ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”.
إنه من الواضح جداً أنّ هذه العملية تتناقض مع القيم الدينية والثوابت القرآنية أيضاً.
التناقض مع الحالة الحضارية:إذا لاحظنا الأممم المتقدمة وکذا الحضارات الحاکمة اليوم، لرأيناهم يهتمّون بتاريخهم اهتماماً کبيراً ويحاولون الاحتفاظ بأيّ أثر من عظمائهم.
وهذا ديدن الأمم المتحضّرة کلّها، في الغابر والحاضر، فهي تهتمّ بآثار عظمائها وتحاول تخليدها والاحتفاء بها. فمما ينقل في هذا المجال أن المسيحيين بنوا کنيسة وسمّوها کنيسة الحاضر فوق أرض يزعمون أن حافر دابّة عيسى لامستها.
لاشک أنّ التعامل مع أحفاد رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا النحو وهدم مراقدهم والمنع من زيارتها، يعبّر عن حالة غير حضارية.
التناقض مع واقع الأمّة وتاريخها: لقد کانت المراقد موجودة في مکّة المکرمة والمدينة المنوّرة حتى في أيّام حکم الرسول صلى الله عليه وآله ولم نسمع أنه أمر بهدمها أو نهى عن زيارتها، بل عدّت جزءاً من الشعائر المهمّة، ففي مکة قبر لهاجر زوجة النبي ابراهيم سلام الله عليهما وکذلک قبر ابنه اسماعيل سلام الله عليه، وفوقه بناء وهو المسمى اليوم بحجر اسماعيل، وهکذا قبور کثير من الأنبياء سلام الله عليهم.
يقول ابن تيمية ـ وهو من کبرائهم حيث أتخذوه اماماً لحرکتهم الضالة ـ في کتابه “الصراط المستقيم”
عندما تمّ فتح القدس کانت لقبور الأنبياء هناک أبنية، ولکن ـ يدّعي أنّ ـ أبوابها کانت مغلقة حتى القرن الرابع الهجري).
ونحن نسأل: إذا کانت هذه الأبنية ـ کما تزعمون ـ بدعة وضلالة فلماذا لم يهدمها المسلمون؟ ولماذا لم يأمر عمر أو صلاح الدين مثلاً بهدمها؟
وهل هذا إلا تناقض مع الواقع التاريخي لهذه الأمّة طيلة ألف عام؟
*
انتهى ....*
[٢٩/٤, ٦:٢٧ م] حسن عبدالكريم صالح: *
هدم قبور البقيع*
*
اکبر جريمة في تاريخ الوهابية*
وبعدما انتشر خبر تهديم القبور، استنکره المسلمون في جميع بقاع العالم، على أنّه عمل إجرامي يسيء إلى أولياء الله، ويحطّ من قدرهم، کما يحطّ من قدر آل الرسول (ص) وأصحابه .
ونشرت جريدة أُمّ القرى بعددها 69 في 17 / شوال 1344 هـ.ق نص الاستفتاء وجوابه ـ وکأن الجواب قد أُعدّ تأکيداً على تهديم القبور ـ
وحددت تاريخ صدور الفتوى من علماء المدينة بتاريخ 25 / رمضان 1344 هـ، امتصاصا لنقمة المسلمين، إلا أن الرأي العام الاسلامي لم يهدأ حتى يومنا هذا، لا في داخل الحجاز ولا في العالم الإسلامي، وتوالت صدور التفنيدات للفتوى ومخالفتها للشريعة الإسلامية .
فاصبح “البقيع الغرقد” ذلک المزار المهيب قاعا صفصفا لا تکاد تعرف بوجود قبر فضلا عن أن تعرف صاحبه.
العزم على هدم قبر الرسول (ص) :
وتشير الوثائق والقرائن الى أن الوهابيين لم يکتفوا بتلک الجرائم بل حاولوا مرارا هدم قبر الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبته وبدأوا في محاولات مشبوهة للمساس بالقبر النبوي الشريف لکنهم لم يتمکنوا من الاستمرار فيها،
حيث أنهم أرادوا هدم قبة الرسول الأکرم (ص) لکن تظاهر المسلمين في الهند ومصر وبعض بلاد افريقيا والذين هاجوا وماجوا واقاموا المظاهرات المعادية للدولة قد اثار مخاوف البريطانيين من انفلات الامر من ايديهم لهذا فقد اوعزوا الى عميلهم العالم الوهابي ان يقول للناس إني رأيت البارحة رسول الله (ص) في المنام فأمرني ان اترک قبره، فقلت يا رسول الله لماذا ؟
قال: لأن المصلحة في بقاء قبري الى حين وبذلک أجاب عن الوهابيين الملتفين حوله الذين کانوا يقولون إن کانت القبور بدعة فلماذا بقاء قبر رسول الله (ص) وإن لم تکن بدعة فلماذا هدم تلک القباب الأخر للأئمة وأولاد النبي وأصحابه وزوجاته ومن إليهم ؟
وهذه القصة معروفة ومشهورة في أمر توقفهم عن هدم قبر وقبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهم يحنّون إلى العمل على هدمهما إلى الآن , لکن خشيتهم من العواقب الوخيمة لهذا العمل تحول دون ذلک .
ولکن محاولاتهم الخبيثة والمشبوهة لاتنقطع فقد افتوا بحرمة الاسراج (الإضاءة) عند القبور، ومنعوا الاسراج حتى عند قبر النبي الأکرم (ص) في عام 1346 هجرية، ثم تراجعوا عن ذلک بسبب کثرة البلبلة التي کان يحدثها الزوار والمناوشات التي کانت تحدث بينهم وبين الزائرين من مختلف بقاع العالم الاسلامي .
الا انهم غيروا رأيهم بسبب حدوث ردود فعل إسلامية قوية من مختلف البلدان الإسلامية.
قل للذي افتى بهدم القباب
انک سوف تصلى يوم القيامة نارا
اوتعلم اي القباب قد هدمتها
هي للملائکة لا تزال مزارا